1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة

هذا النقاش في 'المنتدى الديني والشرعي' بدأه Ahmed، ‏19 أبريل 2008.

  1. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أضع بين أيديكم اخوتي و أخواتي الكريمات ملخص كتاب قيم أسأل المولى أن ينفعكم به

    "مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة"

    أولى وسائل إصلاح النفوس و تزكية القلوب و الوقاية من المشكلات وعلاجها=العلم و وسيلته القراءة و الكتاب.
    و لمريدي النجاح و الصلاح ما عليهم إلا سلك طريق الوحيين:القرآن و السنة ,قراءة و حفظاً و تعلماً.



    الإحالة على كتاب يقرأ و يفهم و يطبق هي الطريقة العملية للتغيير و التطوير.

    المتأمل في حال السلف بدءا من النبي صلى الله عليه و سلم و انتهاءً بالمعاصرين من الصالحين يجد القاسم المشترك بينهم القيام بالقران في صلاة الله خاصة,و العمل المتفق عليه عندهم –فلا يرون التهاون به,مهما حالت دونه الحوائل,فهو غذاء القلب الذي لا يحيا دونه-الحزب اليومي من القران,
    و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر و الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" صحيح مسلم ج1.



    قراءة القران في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد و الايمان غضا طريا نديا في القلب.

    فهي منطلق لكل عمل صالح آخر:صيام,صدقة,جهاد,بر...

    قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ *قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا *إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا *إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا *إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا " المزمل 1-8.

    توجيه رباني للمصطفى عليه الصلاة و السلام لما كلف بواجب تبليغ الدعوة بالاستعانة بقيام الليل.



    كثرة الحديث في زماننا عن النجاح و السعادة و التفوق و القوة

    فكتبت في ذلك مؤلفات عدة كل منها يدعي أن فيه الدواء الشافي و العلاج الناجح,و انه الكتاب الذي لا يحتاج معه إلا غيره.
    و الحق أن هذا الوصف لا يجوز أن يوصف به إلا كتاب واحد هو القران الكريم.
    فالأولى تعلق قلب العبد بكتاب ربه و يقينه أن نجاحه و سعادته و قوته في قراءته و تدبره و هي بداية الانطلاقة في مراقي النجاح و سلم الفلاح في الدنيا و الآخرة.

    و لعلاج انصراف الناس و انشغالهم بتلك المؤلفات,وُجد هذا البحث ليبين الحقائق و يوضح الدقائق و يرسم الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعه المسلم في حياته.
    و فيه نتحدث –إن شاء الله-عن الوسائل العملية التي تمكن-بعون الله-من الانتفاع بالقران الكريم.
    و هي ما سلكه سلفنا الصالح و غفل الكثير أو البعض عنه فأصبحوا لا يتأثرون بما فيه من عظات و أمثال و حكم.



    الآخذ بهذه الوسائل سيجد أن معاني القران تتدفق عليه –بإذن الله تعالى-

    قال سهل بن عبد الله التستري رحمة الله عليه:"لو أعطي العبد بكل حرف من القران ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله و كلامه صفته و كما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه..و إنما يفهم كلٌٌُ بمقدار ما يفتح الله على قلبه,و كلام الله غير مخلوق,و لا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة"..اهـ

    إن فهم القران و تدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها و سلك الأسباب الموصلة إليها بجد و اجتهاد.(فقد نقف أمام آية أغلقت من دوننا و قد كان فتح علينا ففهمناها و تأثرنا بها.فأين ذلك التأثر؟ و أين ذاك الفهم؟)


    مادة هذا البحث ليست نظريات أو فرضيات توضع للمشكلة المراد علاجها-و هي انصراف الناس عن تدبر القران-,إنما هي خطوات عملية,تحتاج إلى تدرب و تكرار فيها حتى يصل المتعلم فيها إلى ما وصف من نتائج و ثمار.

    قال ثابت البناني:"كابدت القران عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة"..اهـ

    *
    *
    فقف يا رعاك الله عند الباب حتى يفتح لك,,إن كنت حقا مدرك لعظمة ما تطلب ,فانه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه و لا العبارات أن تصور حقيقته,أما إن استعجلت و انصرفتِ فستحرم نفسك من كنز عظيم و فرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.​
     
  2. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    نحن نؤمن بالقران و نصدق بقول الله تعالى:"ولَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "الحشر21.

    و نقرأ قوله تعالى:"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " الزمر23

    و قوله تعالى :"وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " التوبة124.

    فها هو القرآن الكريم..و نحن نقرأه, و لكن ما أخبر الله تعالى عنه من تأثير فاننا لا نجده! لماذا؟

    القرأن هو القرآن وصلنا محفوظاً تاماً مصوناً من الزيادة و النقصان-بفضل الله-
    و لكن أين الخلل؟أين المشكلة؟

    في كل تأثير عندنا ثلاثة أركان:المؤثر, و المتأثر ,و الموصل.
    المؤثر: و هو القران الكريم,أثره تابث لا نشك فيه.
    -بقي احتمالان-
    المتأثر :هو القلب المتلقي القارئ.
    الموصِّل: القراءة و التدبر.
    -و في الجهتين سيكون مدار البحث لاكتشاف الخلل و تقديم الحلول المبنية على تجارب الناجحين في تحصيل التأثير و الاثر-

    أيضا:قد يكون الفتح و الفهم في وقت و اغلاقه في آخر ..
    فما السر؟ و ما الاسباب؟​
     
  3. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    خلاصة البحث:

    البحث يتكون من تمهيد و عشرة مفاتيح.

    التمهيد:في معنى التدبر و علاماته,و بيان خطأ في مفهومه.

    المفتاح الاول:كيفية فتح القلب-كونه الة الفهم و العقل و الادراك,كما انه بين يدي الرحمن يقلبه كيف يشاء فيفتحه متى شاء و يغلقه متى شاء-
    و يكون بامرين:
    -دوام التضرع الى الله تعالى.
    -القراءة عن عظمة القران و اهميته و حال السلف معه.

    المفتاح الثاني:معرفة المقاصد و الاهداف من قراءة القران,و هي خمسة:العلم,العمل,المناجاة,الثواب,الشفاء.

    المفتاح الثالث الى العاشر:الاحوال و الكيفيات التي تحقق لنا اعلى قدر من التركيز في فهم كتاب الله.
    و هي:قراءة القران في صلاة وفي الليل-القيام-حفظا وبترتيل وجهر وتكرار وربط وختم المقدار المراد حصول التدبر فيه كل أسبوع.



    المفاتيح العشرة :
    مفاتيح تدبر القران عشرة ,مجموعة في قولك: لإصلاح ترتجي

    (ل) قلب ,أي القلب- هو آلة الفهم-.
    (أ) أهداف أو أهمية ,أي استحضار أهداف قراءة القران,و لما يقرأ؟
    (ص) صلاة: أن تكون القراءة في صلاة.
    (ل) ليل:أن تكون القراءة والصلاة في ليل,أي وقت الصفاء و التركيز.
    (أ) أسبوع:أن يختم القران كل أسبوع.
    (ح) حفظا: أن تكون القراءة حفظا عن ظهر قلب بحيث يحصل التركيز التام و انطباع الآيات عند القراءة.
    (ت) تكرار:تكرار الآية و ترديدها لتحقيق مزيد من التثبيت.
    (ر) ربط:ربط الآية بواقعة اليومي و بنظرتك للحياة.
    (ت) ترتيل: عدم العجلة,فالمقصود الفهم و ليس الكم.
    (ج) جهرا:الجهر بالقراءة –ليقوى التركيز,كون التوصيل من جهتين :صورة و صوت-

    و هي وسائل يكمل بعضها بعضا لتحقيق اعلى مستوى في تدبر ايات القران الكريم و الانتفاع و التأثر به.



    تنبيـــــــــه:
    النجاح في تدبر القران ليس قاصرا أو محصورا في هذه المفاتيح,فما هي الا اسباب و النتائج بيد الله يعطيها من يشاء و يمنعها من يشاء.
    -فعند قولنا ان القراءة تكون ليلا فليس معناه ان قراءة النهار لا تفيد او ملغاة ,فالحصر و القصر غير صحيح-

    القرآن كله مؤثر ,يؤثر في كل وقت و على أي حال, متى شاء الله ذلك.
    و انما كانت هذه المفاتيح العشرة ,وسائل استُقرأت من النصوص و حال السلف,و أسباب يسلكها كل من يريد الانتفاع بالقران بشكل أكبر و أعمق-اسباب نذكر بها من حرم من تدبر القران و هو يريده,لعل الله يفتح له خزائن كتابه يتنعم فيها في الدنيا قبل الاخرة-.




    و لحديثنا بقية ان شاء الله ...مع كل مفتاح على حدة​
     
  4. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    تمهيد: معنى التدبر و علاماته:

    *معنى التدبر:
    قال الميداني: التدبر هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم و مراميه البعيدة"..اهـ
    تدبر القران:التفكر و التأمل لآيات القران من أجل فهمه,و إدراك معانيه,و حكمه و المراد منه.

    *علامات التدبر:
    جاء في كتاب الله علامات و صفات تصف حقيقة تدبر القران
    قال تعالى:" وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ "المائدة83.

    و قوله تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "الانفال2.

    و قوله تعالى:" وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ "التوبة124.

    و قوله تعالى:" قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً *وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا "الاسراء107-109.

    و قوله تعالى:" إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" مريم58.

    و قوله تعالى:" وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا "الفرقان73.

    و قوله تعالى:" وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ "القصص53.

    و قوله تعالى:" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "الزمر 23.


    العلامات السبع -التي نستنبط من الآيات-

    1-اجتماع القلب و الفكر حين القراءة ,و دليله التوقف تعجبا و تعظيما.
    2-البكاء من خشية الله.
    3-زيادة الخشوع.
    4-زيادة الإيمان,و دليله التكرار العفوي للآيات.
    5-الفرح و الاستبشار.
    6-القشعريرة خوفا من الله ثم غلبة الرجاء و السكينة.
    7-السجود تعظيما لله عز و جل.


    من وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل الى حالة التدبر و التفكر و الا فهو محروم.
    قال إبراهيم التيمي رحمه الله:"من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما لان الله نعت العلماء فقال:" قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا *وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً -وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا "الاسراء107/109.
    و عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت:"كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا قرئ عليهم القران كما نعتهم الله تدمع عيونهم و تقشعر جلودهم".
    فيوم يمر عليك و لا يكون لك نصيب و رزق من هذه العلامات فهو يوم حري أن تبكي على خسارته.


    *مفهوم خاطئ لمعنى التدبر:
    اعتقاد صعوبة فهم القران الكريم يصرف أكثر المسلمين عن تدبر القران و التفكر فيه و تذكر ما فيه من المعاني العظيمة, فينصرفون عن الغاية التي من أجلها أنزل.
    فإغلاق العقول عن تدبر القران بحجة عدم معرفة التفسير و الاكتفاء بقراءة ألفاظه مدخل من مداخل الشيطان ليصرف العبد عن الاهتداء به.
    قال ابن هبيرة رحمه الله:"و من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القران,لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر,فيقول هذه مخاطرة,حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القران تورعا".
    و الأحرى إذا أشكل عليك فهم معنى الآية المسارعة للبحث عن معناها و المراد بها لا غلق العقل عند قراءتك دون تدبرها أو ترك قراءتها.

    فالقران كتاب هدى و رحمة و بشرى للمؤمنين ,قد يسر الله فهمه و تدبره,قال تعالى:" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" القمر17.
    و معظمه واضح و بين و ظاهر لكل الناس,كما قال ابن عباس رضي الله عنه:"التفسير على أربعة أوجه:وجه تعرفه العرب من كلامها,و تفسير لا يعذر أحد بجهالته,و تفسير يعلمه العلماء,و تفسير لا يعلمه إلا الله" ,-و معظم القران من القسمين الأولين-.​
     
  5. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    المفتاح الأول:حب القرآن:

    *القلب آلة الفهم و العقل:
    -القلب هو آلة الفهم و العقل:قال تعالى:"إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ " الكهف 57.,و قوله تعالى:"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " الحج46.
    و قوله تعالى:"مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ " الاحزاب 4.

    -القلب بيد الله وحده لا شريك له: يفتحه متى شاء و يغلقه متى شاء بحكمته و علمه سبحانه,قال تعالى:"وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ " الانفال24, و قال تعالى:"سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ" الاعراف146.

    و الفتح من عنده –فليست العبرة بالطريقة و الكيفية-,فمتى حصل التدبر وجب الشكر و طلب المزيد من الله,و نسبة هذه النعمة العظيمة إليه و الاعتراف بها ظاهرا و باطنا.



    *علاقة حب القران بالتدبر:
    إذا أحب القلب شيئا تعلق به,و اشتاق اليه,و شغف به,و انقطع عما سواه..
    و هكذا حال قلب محب للقران تجده يتلذذ بقراءته ,حريصا على فهمه و تدبره..و ما لم يكن هناك حب يكون إقبال القلب صعبا و انقياده إليه شاقا يلزم مجاهدة و مغالبة.

    فحب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى و أعلى مستويات التدبر.



    *علامات حب القلب للقران:
    حب القلب للقران له علامات منها:
    -الفرح بلقائه.
    -الجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل.
    -الشوق إليه-ببعد العهد عنه بسبب حائل-,و تمني لقائه و التطلع إليه.
    -كثرة مشاورته و الثقة بتوجيهاته و الرجوع إليها فيما شكل من أمور الحياة-صغيرها و كبيرها-
    -طاعته,أمرا و نهيا.
    هذه أهم العلامات,,فمتى وجدت فالحب موجود و متى تخلفت فحب القران مفقود,و تخلف شيء منها نقص حب في حب القران.



    و هنا سؤال ينبغي أن يسأله كل منا لنفسه:هل أنا أحب القرآن؟
    سؤال خطير و مهم و إجابته اشد خطورة,و تحمل معان عدة.
    و قبل الإجابة فلترجعي للعلامات التي سبق ذكرها ,و عليها قيسي مدى حبك.

    من البديهي حين يسال أي منا عن حبه للقران؟يقول انه يحبه, و لكن يا ترى هل هو صادق؟
    كيف يحب القران و هو لا يطيق الجلوس معه دقائق ,بينما يجلس الساعات مع ما تهواه نفسه و تحبه من متع الدنيا..!؟
    قال أبو عبيدة:لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقران,فان كان يحب القران فانه يحب الله و رسوله.



    *وسائل تحقيق حب القران:

    1-التوكل على الله و الاستعانة به: و سؤاله سبحانه أن يرزقك حب القران.
    و منه الدعاء العظيم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ما من عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك,عدل في قضاؤك,أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسه أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القران العظيم ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي,إلا أذهب الله همه و أبدله مكان حزنه فرحا,قالوا يا رسول الله:ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات,قال:أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".
    فيتحرى مواطن الإجابة,و يجتهد أن يكون سؤاله بصدق و تضرع و إلحاح و حرص شديد أن يجاب و يعطى-و المؤسف أن الناس يصرفون إلحاحهم لمطالب الدنيا و تكون دعواهم للأمور الدينية باردة اذا سالوا اصلا-
    و من الاستعانة بالله في حصول التدبر ,الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم و البسملة في اوائل السور.


    2-فعل الاسباب:و انفعها العلم و وسيلته القراءة= القراءة عن عظمة القران-مما جاء في الكتاب و السنة و اقوال السلف-
    القراءة الدائمة عن حال السلف مع القران و حبهم له,فهذا كفيل بتحفيزنا ..
    -فالجهل بالشيء يجعلنا نستصغره بخلاف لو عرفناه اكيد سنحبه-

    هذا المفتاح إذا هو المفتاح الرئيسي لتدبر القران و فهمه-باذن الله-​
     
  6. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    المفتاح الثاني: أهداف قراءة القران

    تمهيد:في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القران
    معظم الناس إذا سألته لما تقرأ القران؟ سيجيب أن تلاوته أفضل الأعمال و أن الحرف بعشر حسنات-و الحسنة بعشر أمثالها- فيقصر نفسه على هدف و مقصد الثواب فحسب,,غافلا عن الأهداف الأخرى.
    و المشتغل بحفظه تجده يقرأ القران ليثبت حفظه ,, هدفه تثبيت الحروف و صور الكلمات,فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها لأنه قصر همته و ركز ذهنه على الحروف و انصرف عن المعاني, لهذا السبب تجد حافظا للقران غير عامل به و لا متخلق به.

    جمع الذهن بين نيات و مقاصد متعددة في وقت واحد عملية تحتاج إلى انتباه و قصد و تركيز
    فكلما تعددت النيات و كثرت في أي عمل نعمله كلما كان العمل أعظم أجرا و أكبر تأثيرا على العامل-كالصدقة على ذي الرحم:صدقة و صلة-

    و قراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد و نيات عظيمة,و كل واحد منها تكفي لدفع المسلم للمسارعة إلى قراءة القرآن,والانشغال به و صحبته.

    أهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك: "ثمُّ شعَّ"
    الثاء: ثواب
    الميم: مناجاة,مسألة
    الشين:شفاء
    العين:علم
    العين: عمل

    فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضراً المقاصد الخمسة معاً كان انتفاعه بالقرآن أعظم و أجره أكبر.​
     
  7. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    الهدف الأول: قراءة القرآن لأجل العلم:
    1-أهمية هذا المقصد:

    هذا هو المقصد المهم,و المقصود الأعظم من إنزال القرآن و الأمر بقراءته,قال الله تعالى:" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"ص 29.
    و قال تعالى:" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا " النساء 82.
    و قال تعالى:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " ق 38.

    قال الحسن بن علي-رضي الله عنهما-:"إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل,و يتفقدونها في النهار"اهـ.
    و قال مسروق بن الأجدع رحمه الله,و هو من كبار تابعي الكوفة و أجمعهم لعلم الصحابة:"ما نسأل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم عن شيء إلا و علمه في القرآن و لكن قصر علمنا عنه"
    و قال الحسن البصري رحمه الله:"ما أنزل الله آية إلا و هو يحب أن يعلم فيم أنزلت و ما أراد بها"
    و قال أيضا رحمه الله:"قراء القرآن ثلاثة أصناف:صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به,و صنف أقاموا حروقه و ضيعوا حدوده,و استطالوا به على أهل بلادهم,و استدركوا به الولاة,كثر هذا الضرب من حملة القرآن-لا كثرهم الله-,و صنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم,فركدوا به في محاربهم,و حنوا به في برانسهم ,واستشعروا الخوف,فارتدوا الحزن,فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث و ينصر بهم على الأعداء,و الله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر"..اهــ (الكبريت الأحمر:الذهب الخالص).

    و قال احمد بن أبي الحواري رحمه الله-كلام راااائع جداا –:"إني لأقرأ القرآن و أنظر في آية,فيحير عقلي بها,و أعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم,و يسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا و هم يتلون كلام الله,أما إنهم لو فهموا ما يتلون,و عرفوا حقه فتلذذوا به و استحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا".

    2-العلم الذي نريده من القرآن:
    لابن القيم رحمه الله أبيات جميلة تجيبنا على هذه المسألة المهمة:
    و العلم أقسام ثلاث مالها*** من رابع و الحق ذو تبيان
    علم بأوصاف الإله و فعله*** و كذلك الأسماء للرحمن
    و الأمر و النهي الذي هو دينه***و جزاؤه يوم المعاد الثاني
    و الكل في القرآن و السنن التي***جاءت عن المبعوث بالقرآن

    نحن نريد العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة,السعادة,الحياة الطيبة,النفس المطمئنة...
    انه العلم بالله تعالى-المقتضي للاستغفار,كما قال الله تعالى:"فاعلم أنه لا اله إلا الله و استغفر لذنبك" محمد23- و العلم باليوم الآخر.
    و العالم حقا من يخشى الله و إن كان لا يعرف كتابة اسمه,قال ابن مسعود رضي الله عنه:"كفى بخشية الله علما و كفى بالاغترار بالله جهلا"

    3-كيفية تحقيق هذا المقصد:
    قراءة القران قراءة دقيقة مع فهم دقيق, حال الطالب الذي على أبواب الامتحان.
    فالواجب الرجوع إلى القران في كل مواقف الحياة,و المريد للنجاح عليه بحفظه و فهم نصوصه ليمكنه من الحصول على إجابات فورية و صحيحة في كل أحواله و كيفما كانت ظروفه-في مواقف تطيش بالعقل,و هنا يتجلى الثبات على الحق و يظهر صدق ما حفر في الصدور من كلام الله عز و جل-

    4-من تطبيقات مقصد العلم:
    أن تضع في ذهنك معاني و أسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القران
    فكل موقف أو حالة أو حدث يمر بك يجب أن تقف و تسأل نفسك:أين ذكرت في القران؟ و هل وردت في القران؟
    و هنا أهمية ربط الآية و معانيها,,فقراءة معاني الآيات أمر يختلف تماما عن مجرد قراءة الألفاظ-فتترسخ الآية في الذهن أكثر-

    5-لم لا تكون الدعوى بالقران:أهمية الاستشهاد بالآيات القرآنية.
    من المؤسف أن الدعاة-البعض- يركزون على جانب القصص و الأمثلة الحية-شيء لا ننكر أهميته للتوضيح و البيان- لشد المخاطب و لحصول تأثر اكبر و الأولى أن يكون التأثر بآيات الله أكثر.
    (شيء غريب لمسته و عايشته عندما نكون في جمع أيا كان ترى الوديان من الدموع عند الدعاء و بعضها مع ما يسمى بالأناشيد الإسلامية و عند تلاوة القران ترى عيونا جاحظة و لا قطرة دمع...لله المشتكى).

    6-القران يحيي القلوب كما يحيي الماء الأرض:
    قال تعالى:" اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الحديد16.
    فما للقلوب من حياة إلا بذكر الله و ما نزل من الحق ,قال مالك بن دينار رحمه الله:"ما زرع القران في قلوبكم يا أهل القران؟إن القران ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض" اهـ.
    فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بالقران.

    7-وقفة مع آية:
    قال تعالى:"لَلَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ "ال عمران164.
    إن تزكية الإنسان و إصلاحه له جهتان:
    *العلم و التعليم...
    *العمل أو التربية أو السلوك...
    و القران الكريم يحقق الأمرين معا بأكمل وجه و أحسن صورة لمن امن به و سلك الأسباب الموصلة لذلك.​
     
  8. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    بارك الله فيك على الموضوع المهم جدا ، وأدعو الجميع لقراء الموضوع لأهميته لكل مسلم ، ففيه من الكنوز ما الله به عليم
     
  9. blakdragonk1

    blakdragonk1 عضو جديد

    اسأل الله العظيم رب العرش الكريم
    ان يغفر لك ويرحمك ويهديك ويزكيك

    مشكور يا اخى الفاضل على هذا الموضوع الممتاز
    وننتظر المزيد
     
  10. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
     
  11. رابح 44

    رابح 44 عضو جديد

    جزاك الله خيرا
     
  12. عاشق الجودو

    عاشق الجودو عضو شرف

    مشكور اخي على الموضوع الرائع
     
  13. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    جزيت خيرا استاذ احمد وجعله الله في ميزان حسناتك
     

شارك هذه الصفحة