1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

فـــتـــنـــه الـــحـــب

هذا النقاش في 'المنتدى الديني والشرعي' بدأه mohamedali، ‏19 مايو 2009.

  1. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    فتنة الحب

    من أصعب الفتن التي يعصف بالشباب هي فتنة الحب، حيث تجد الشاب يتعلق قلبه بفتاة ويحبها بشدة، ونراها تبادله نفس الحب، ونجده يجلس معها يتبادلان الحديث حول الحب ويؤذن الإمام للصلاة، ولكن لا يلتفت الشاب له، فهى أصبحت عنده أهم من الصلاة.


    فالمسألة مهمة جدًا، فاحذروا أن يمر الوقت منكم هدر، فمن يقول: إنني أحاول التمتع لأننى لن أعيش إلا مرة واحدة، نعم ولكن لو مت على المعصية ماذا ستكون آخرتك؟ فمن مات على شئ بعث عليه، فقد روي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناءك قبل فقرك".
    ذكره "المتقي الهندي" في "كنز العمال"، وعزاه إلى "أحمد بن حنبل" في "الزهد"، و"البيهقي: في "شعب الإيمان". وقال "العراقي الزين": إسناده حسن.

    فأيها الشاب لا تجعل حياتك حقل تجارب، بأن تصاحب الفتاة سنتين أو أكثر، وترى طباعها وتقول أن وجودك بالجامعة فرصة، فالبنات من حولي كثيرات، أما لو تخرجت فلن أقابل إلا القليل من زميلاتي في العمل، وهنا يجب أن أجرب أي الفتيات أفضل، ولكن المثل يقول: "الذي بيته من الزجاج لا يقذف الناس بالحجارة". فلا تأخذ بنات الناس علي سبيل التجارب لأنه عندما تنجب البنات سوف يكونن تجارب للآخرين، شئت هذا أم أبيت، بعلمك أو بغير علمك، لأنه "كما تدين تدان"، وهنا أقول لك ثلاثة أشياء:
    1 ـ حديث صحيح رواه "أحمد" أن شابًا ذهب إلى النبي، وقال: يا رسول الله إئذن لي في الزنا. فَهَمَّ بِهِ بَعْضُ الصحابة، فقال لهم الرسول: دعوه. ثم قال للشاب: ادنو مني. فأقترب منه، فسأله الرسول: أترضاه لأمك؟ قال: لا. قال:أترضاه لأختك؟ قال: لا. قال: أترضاه لعمتك أو لخالتك أو لابنتك؟ قال: لا يا رسول الله. فقال له: "كذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم، ولا لبناتهم، ولا لعماتهم، ولا لخالتهم، ولا لأخواتهم". ثم اقترب منه الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومسح علي صدره وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه". وما أجمل هذا الدعاء، فيقول هذا الشاب: وما كنت التفت إلى شئ بعد ذلك بعد دعاء النبي صلي الله عليه وسلم.
    2 ـ كما تدين تدان، فهناك قصة جميلة في "بني إسرائيل" أن رجلاً صالحًا كان تاجرًا عنده محل، ويسكن في بيت من دورين، ويأتي له رجل ساقيًا ليسقي الماء كل يوم، فتنزل زوجته من الدور الثاني، تفتح الباب وتصعد مرة أخري، وبعدها يفتح السقا الباب، ويدخل ليضع الماء في الحوض المخصص، ثم يقفل الباب ويمشي دون أن يشاهد هذه المرأة، وظل علي هذا الحال لمدة عشرين عامًا.

    وذات يوم ذهب الزوج إلى المحل وجاءت له امرأة جميلة، ففتن بها، ومسك يدها، وهي تحاسبه، وهنا تذكر أن الله مطلع عليم فتركها، واستغفر الله وهو يبكي، وأغلق المحل وعاد لمنزله وقال لزوجته: حدث لي أمر غريب، ولذلك رجعت مبكرًا. فردت بأنها أيضًا قد تعرضت لموقفٍ غريبٍ، تخيل أن السقا الذي يأتي لنا منذ عشرين عامًا، والذي لم ينظر لي ولا نظرة واحدة، صعد اليوم ورائي للدور الثاني، ومسك يدي ونظر لي، وبعدها تذكر الله فاستغفره ونزل، فتبسم الرجل وقال: دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا. هذه هي المسألة، فكما تفعل مع بنات الناس سيفعل في بناتك.

    وهنا نقول انه لا يحيق المكر السئ إلا بأهله، فيجب أيها الشاب أن تسلك المسلك الحلال، وهو الزواج، وتعف نفسك، وترغب في إنشاء بيتٍ مسلمٍ، وتعف أختًا مسلمةً، وتكون عندك ذرية صالحة، تعرف الله وتعبده، وتتبع الدين الإسلامى.



    العبد الرباني .. من هو؟!

    ما هي الصورة المثالية للعبد المسلم، أو العبد الرباني؟
    نريد أن نضع في أذهاننا شخص يحب الله والله يحبه، نريد أن نحلم بهذه الصورة كما يريده الله، ما شكله، وفكره، ووضعه، وأعماله.


    الإمام "ابن القيم" في كتابه "طريق الهجرتين وباب السعادتين"، رسم لنا هذه الصورة فقال: "ولن يبلغ العبد الربانية إلا إذا ربى نية، وجملة نعت العبد حقًا أنه المتخلى عن الدنيا تصرفًا، والمتجافى عنها تعففًا، لا يستغنى بها تكثرًا، ولا يستكثر منها تملكًا، وإن كان مالكًا لها بهذا الشرط لن تضره، بل هو فقيرًا غناه في فقره، وغني فقره في غناه".

    إن الله ـ جلَّ جلاله ـ حين مدح أقرب خلقه إليه المصطفين الأخيار من عباده من الأنبياء مثل "أيوب" ـ عليه السلام ـ قال: "نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".
    سورة "ص": الآية (30).

    فنصف العبد أنه خالصًا لله وحده: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي".
    سورة "آل عمران": الآية (35)

    أي خالصًا لله وحده لا يرغب بالدنيا، وليس معنى هذا أن نتخلى عنها ونهمل موارد رزقنا، ولكن نتجافاها تعففًا: "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ".
    سورة "البقرة": الآية (273).

    "عفيف متعفف ذو عيال"، وهذا أولهم تبعًا لقول سيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالعين عفيفة لا تتطلع، واللسان لا ينطق من العفة، والأذن لا تتصنت، والعقل عفيف لا يستشرف، والقلب غنى بالعفة، ففي الحديث عَنْ "حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ" قَالَ: سَأَلْتُ النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَأَعْطَاني، ثمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَاني، ثمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَاني، ثمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى".
    أخرجه "مسلم" في صحيحه.

    وصف جميل العفيف صاحب القلب الغنى لا يستشرف، وإنما هو غنى، بينه وبين ما لا يملكه تجافى تعففًا، لا يستغنى بها تكثرًا، ولا يستكثر منها تملكًا، وإن كان مالكا لها بهذا الشرط، فهو غناه في فقره فلا يستغنى بها اعتمادًا عليها، ولا يفتقر إليها مساكنة إليها، لا يعتمد عليها أبدًا ولا يحتاج إليها، بل على الله محتاج دائمًا لله، يقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".
    سورة "يونس": الآيات (7ـ8).

    فهذا العبد لا يريد الدنيا، فقدوته النبي الكريم، فقد رُوِيَ عن "ابن عباس" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل عليه "عمر" وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا. فقال: مالي وللدنيا؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها".
    رواه "أحمد" في "مسنده"، وعلَّق عليه "شعيب الأرنؤوط" بقوله: إسناده صحيح.

    إننا ينبغي أن نفهم أن من صفة العبد الرباني أنه يعمل على موافقة الله في الصبر، والرضا والتوكل والإنابة، فالصبر مطلوب، وهو صبر بالله، وصبر لله، وصبر في الله، وصبر عن الله.

    إن العبد خالصًا بكليته لله، ليس لنفسه ولا هواه في أحواله حظ ونصيب، فهو يريد الله بمراد الله، وهمته لا تقف دون شئ سواه، قد فني بحب الله عن حب ما سواه، وبأمر الله عن شهوته وهواه، وبحسن اختيار الله له عن اختياره لنفسه، فهو في وادٍ والناس في وادٍ أخر.



    الشيخ "محمد حسين يعقوب"

    العبد الرباني .. من هو؟!

    ما هي الصورة المثالية للعبد المسلم، أو العبد الرباني؟
    نريد أن نضع في أذهاننا شخص يحب الله والله يحبه، نريد أن نحلم بهذه الصورة كما يريده الله، ما شكله، وفكره، ووضعه، وأعماله.


    الإمام "ابن القيم" في كتابه "طريق الهجرتين وباب السعادتين"، رسم لنا هذه الصورة فقال: "ولن يبلغ العبد الربانية إلا إذا ربى نية، وجملة نعت العبد حقًا أنه المتخلى عن الدنيا تصرفًا، والمتجافى عنها تعففًا، لا يستغنى بها تكثرًا، ولا يستكثر منها تملكًا، وإن كان مالكًا لها بهذا الشرط لن تضره، بل هو فقيرًا غناه في فقره، وغني فقره في غناه".

    إن الله ـ جلَّ جلاله ـ حين مدح أقرب خلقه إليه المصطفين الأخيار من عباده من الأنبياء مثل "أيوب" ـ عليه السلام ـ قال: "نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".
    سورة "ص": الآية (30).

    فنصف العبد أنه خالصًا لله وحده: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي".
    سورة "آل عمران": الآية (35)

    أي خالصًا لله وحده لا يرغب بالدنيا، وليس معنى هذا أن نتخلى عنها ونهمل موارد رزقنا، ولكن نتجافاها تعففًا: "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ".
    سورة "البقرة": الآية (273).

    "عفيف متعفف ذو عيال"، وهذا أولهم تبعًا لقول سيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالعين عفيفة لا تتطلع، واللسان لا ينطق من العفة، والأذن لا تتصنت، والعقل عفيف لا يستشرف، والقلب غنى بالعفة، ففي الحديث عَنْ "حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ" قَالَ: سَأَلْتُ النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَأَعْطَاني، ثمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَاني، ثمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَاني، ثمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى".
    أخرجه "مسلم" في صحيحه.

    وصف جميل العفيف صاحب القلب الغنى لا يستشرف، وإنما هو غنى، بينه وبين ما لا يملكه تجافى تعففًا، لا يستغنى بها تكثرًا، ولا يستكثر منها تملكًا، وإن كان مالكا لها بهذا الشرط، فهو غناه في فقره فلا يستغنى بها اعتمادًا عليها، ولا يفتقر إليها مساكنة إليها، لا يعتمد عليها أبدًا ولا يحتاج إليها، بل على الله محتاج دائمًا لله، يقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".
    سورة "يونس": الآيات (7ـ8).

    فهذا العبد لا يريد الدنيا، فقدوته النبي الكريم، فقد رُوِيَ عن "ابن عباس" أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل عليه "عمر" وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا. فقال: مالي وللدنيا؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها".
    رواه "أحمد" في "مسنده"، وعلَّق عليه "شعيب الأرنؤوط" بقوله: إسناده صحيح.

    إننا ينبغي أن نفهم أن من صفة العبد الرباني أنه يعمل على موافقة الله في الصبر، والرضا والتوكل والإنابة، فالصبر مطلوب، وهو صبر بالله، وصبر لله، وصبر في الله، وصبر عن الله.

    إن العبد خالصًا بكليته لله، ليس لنفسه ولا هواه في أحواله حظ ونصيب، فهو يريد الله بمراد الله، وهمته لا تقف دون شئ سواه، قد فني بحب الله عن حب ما سواه، وبأمر الله عن شهوته وهواه، وبحسن اختيار الله له عن اختياره لنفسه، فهو في وادٍ والناس في وادٍ أخر.



    الشيخ "محمد حسين يعقوب
    رؤية مستقبلية
    هناك بعض الأساسيات أو بعض المسلمات يجب توضيحها، وهي أن الماضي والحاضر والمستقبل ثلاث حلقات متصلة، وإن كان الحاضر هو أصغر حلقة بين الحلقتين الأخريين، وهو يمثل نقطة في بحر الزمن.

    أما بالنسبة إلى دراسة علم المستقبل أو العلوم المستقبلية، فالغيب لا يمكن التحدث عنه، ولا الاقتراب منه؛ لأنه شأن من شئون الله فهو علام الغيوب، ولا علاقة ولا حديث لنا عنه ولكن ما نتحدث عنه هو دراسة المستقبل، أو كيف يمكن أن ننطلق إلى المستقبل استنادًا على معطيات الواقع.
    أن أي إنسان في الدنيا له هدف أو حلم، سواء الحديث عن الإنسان أو الدولة، هذا الحلم قد يأتي بعد سنة أو عدة سنوات، ولو كان هناك فرق فالمشكلة تكون في أي الأخطاء التي اتبعناها والتي سلكناها ولم توصلنا إلى هذا الحلم، وهنا نشير إلى نقطة هامة، وهي أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أنزل كتبًا سماوية إذا اتبعنا ما فيها نكون قد أدينا ما علينا، ونكون قد حققنا كل أهدافنا.
    فلا يمكن أن يكون هناك إنسانٌ ناضجٌ وعاقلٌ ورشيد، ولا يحلم ولا يكون له هدف ولا أمل، والمستقبليات تكون علمًا عندما تختص بهذا المنهج، وليس الغيب ولا التنبؤات.
    أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له رؤية مستقبلية منذ بدأية دعوته إلى الله عز وجل، بل منذ أن خرج إلى الوجود ومن كانوا حوله ينظرون إليه إلى أنه سيكون له شأن، فجده "عبد المطلب" قال: سموه "محمد" ليكون محمودًا في الأرض والسماء، فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رمز للرؤية المستقبلية، فقد أنزل الله عليه آيات عظيمة: "يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ".
    سورة "المدثر": الآيات (1ـ7).
    فقد تحددت لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ معالم الدعوة "قم فأنذر"، إنذار عام، فقد أعلن من البداية أن رسالته عالمية، منذ أول لحظة بدأت مرحلة الرسالة، وهو يعلم أنها عالمية، وأن هذا الطريق طريق شاق، ولذلك قال الله: "وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ"، فكانت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الذي بدأ بآدم عليه السلام، إلى يومنا هذا مرتبطة بأربعة أمور أساسية:
    الأمر الأول: هو العقيدة، فما من نبي إلا وجاء إلى قومه يأمرهم بعبادة الله عز وجل، وهناك آيات في كتاب الله عز وجل حول هذا المعنى.
    الأمر الثاني: الشريعة، فما من نبي إلا وجاء إلى قومه بشريعة تتناسب مع هذا القوم،
    الأمر الثالث: الأخلاق.
    الأمر الرابع: العلم.
    وديننا الإسلامي بدأ حياته بالعلم، بل بدأ بقول الله عز وجل: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ".
    سورة "العلق": الآيات (1ـ3).
    فأول صلة بين الأرض والسماء كانت العلم، كأنها دعوة إلى النظر إلى المستقبل، واستخدام الأساليب العلمية للوصول إلى الحقائق حتى من البدايات الأولى، فالعلم التجريبي كان واضحًا، فقد كانت الأمة وفق هذا المنهج ترتبط بثلاثة أمور أساسية:
    قيادة راشدة، ودستور واضح، وأمة واحدة، ومن خلال هذه الأمور كانت الأمة تتطور وتزداد وتزدهر وتسمو، حتى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما انتقل إلى "المدينة" لبناء الدولة بنى مجتمعًا مكونًا من مجموعة من العناصر، كان به: يهود، ومنافقون، ومشركون، ومسلمون، ومع كل هذا جمع بين هذه العناصر ليوجد على وجه البسيطة بلد فيها عناصر كثيرة، وتضع قانون يستطيع أن يجمع هذه العناصر.

    الدكتور "عبد الباري محمد الطاهر
    الطريق إلى الله ..
    لابد أن نعرف الطريق، لنحدد موقعنا من رضا الله سبحانه، لنكون على استعداد للموت، فمتى سيرضى ربك عنك؟ ومتى ستكون مستعدًا للقائه؟
    إن الطريق إلى الله لابد أن يُبنى على ثلاثة أمور:
    أولاً: معرفة المقصود والمعبود الله لنصل إليه.
    ثانيًا: معرفة العبد نفسه وكيف يصل إلى الله، وكيف يكون عبده؟
    ثالثًا: معرفة الطريق، وطبيعته، وطوله، ومعالمه.

    والآن اتساءل كيف أجد الله فى قلبك الآن؟ وكيف قربك به وطاعتك ومعرفتك به؟ وكلما ازددت معرفة به، ازددت امرين متناقضين رغم أنهما شئ واحد وهما: الإجلال، والتعظيم، والهيبة، والحب، والشوق، والرغبة، وهذه هى ميزة القرب من الله وحبه.

    أيها العبد ما هدفك وما هي نيتك؟
    إن الله هو هدفك ومرادك، فأنت فى طريقك إلى الله ستجد حب الناس، وشهوات المال، واللذات، فتجاهل كل ذلك وركز في الوصول إلى هدفك، فحب الله ينسيك حب أى شئ سواه، فأوامر الله وفرائضه تنسيك شهواتك، فالسيدة "عائشة" كانت صائمة، وأُهدى لها آلاف الدنانير ففرقتها، فقالت لها الخادمة عند المغرب: لو ادخرت لنا درهم لنأتى بلحم لتفطرى عليه. فقالت لها: والله لو ذكرتنى لفعلت. فهل نسيت الصيام؟ أم نسيت أن لها حق فى الدنانير؟ أم نسيت الموضوع كله؟

    والإمام "النووي" لم يتزوج، ويضرب المثل بمؤلفاته وبركاتها، فليس الكلام بكثرته وصياغته، ولكن ببركة التواصل التى يضعها الله فيه، فالأربعين النووية أشهرها على الإطلاق، وصحيح "مسلم" بشرح النووى من أشهر الشروح، وقد أعطوه مرة خيارة مقشرة، فقال: لا .. أخشى أن ترطب جسمى وتجلب النوم، وعندما جاءه الموت قالوا له لماذا لم تتزوج؟ قال: "نسيت". وعليه أقول للشباب لتنس موضوع الزواج، مادامت فيه مشاكل؛ فيه لأن طول التفكير يسبب عدم الرضا، ولكن تنسى الموضوع حتى تتحسن الظروف، وإن لم تتحسن، فلا تحزن واسأل الله أن يعوضك عنه فى الجنة.

    "فتى بحب الله عن حب ما سواه، وفنى بأمر الله عن شهواته وهواه، وفنى باختيار الله له عن اختياره لنفسه".
    مهم جدًا ان ترضى باختيار الله لك، بحيث تشعر أنه اختيارك، فقال الله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
    سورة "البقرة": الآية (216).
    "خاضع، متواضع، سليم القلب، سلس الإنقياد للحق، سريع القلب إلى ذكر الله، برئ من الدعاوى"
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد".
    رواه "أحمد" في "مسنده"، وعلق "شعيب الأرنؤوط" بقوله: حديث صحيح.
    أي أنه سهل المجئ والانصياع والانقياد للحلال، وما يرضى الله، ولا يعترض ويتذمر فى رضا الله، كما أنه سريع القلب إلى ذكر الله.

    "ابن القيم " يقول: إن انواع الذكر إثنين، "من الناس من يبدأ الذكر بقلبه، فاذا استحر القلب بالذكر نطق اللسان، ومن الناس من يبدأ الذكر بلسانه، فإذا استحر الذكر على اللسان تحرك القلب"، وأنت كيف تبدأ الذكر بالقلب أم باللسان؟ هل أنت سريع القلب إلى ذكر الله؟ أم العكس؟.
    "برئ من الدعاوى" أى لا يدعى لنفسه، لا بقلبه، ولا بلسانه، أما اليوم فللأسف كثرت الدعاوى بالكذب، "لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
    سورة "آل عمران": الآية (183).

    فتجد من يقول: أنا أحب الله، والنبى، والصلاة، والصيام، وأقوم الليل، وأنا وأنا وأنا .... إنها ادعاءات فارغة كاذبة فالعبد برئ من الدعاوى لا بالحق ولا بالباطل، لا توجد أنا، لأنها من الكبر، والرضا عن النفس، والمباهاة، والتسلط، وهى محقرة، والمؤمن برئ من الدعاوى بلسانه وبقلبه، لا يقول بلسانه، ولكن قد يكون موجودًا في قلبه، إذن فهو ليس المؤمن الحق، زاهد فى كل شئ سوى الله، راغب فى كل ما يقرب من الله، لأن معوله على الله، وهمته لا تقف دون شئ سواه، فهو لن يتوقف حتى يصل إلى الله، وزاهد لذلك راغب فى كل ما يقربه، وأبعد شئ عن الناس برغم قربه بهم، يأنس بما يستوحشون به، ويستوحش بما يستأنسون منه، فهو منفرد فى طريق طلبه، فهو أنسه فى الخلوة، ويأنس إذا ذمه الناس، والناس يستوحشون من الأذى، ولكنه لا يستوحش منه.
    فعبد الله بن المبارك كان يسير فى الطريق، فوجد سبيلاً يشرب الناس منه، فدخل وسطهم فدفعوه حتى أوقعوه على الأرض، فقال: "سبحان الله هكذا هى الحياة حيث، لم نعرف ولم نوقر".
    فالناس تأنس بأن تجد من يحبها ويوقرها ويحميها، ولكن العبد يأنس أن تضربه الناس وتوقعه وهكذا.
    الشيخ "محمد حسين يعقوب"

    صفات المتقون

    التقوى أن تجعل بينك وبين ما تخاف وتحذره شيئًا يقيك، فنحن نتقى الحر والبرد بأجهزة التكييف الباردة صيفًا و الحارة شتاءًا، ونتقى الجوع بالطعام، ونتقى الظمأ بالشراب، فالمراد بتقوى الله أن تجعل بينك وبين ما تخافه وتحذره من غضب الله وسخطه وعقابه وعذابه شيئًا يقيك ما تخاف، وتحذر من الغضب والعذاب، ولا يكون ذلك إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات وهذا أحسن ما قيل في التقوى.

    فالتقوى هي فعل الواجبات وترك المحرمات.
    أجمع وصف يوصف به المتقون أنهم أهل الجنة، وهو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في الآية الجامعة في سورة "البقرة" حيث قال سبحانه:
    "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ..


    الموضوع منقول
     
  2. عاشق الجودو

    عاشق الجودو عضو شرف

    جزاك الله خيرا حبيبي محمد
    فتنة الحب كثير من يقع فيها من الشباب
     
  3. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    بارك الله فيك على المرورك الطيب اخى الفاضل كابتن وسيم
     
  4. جزاك الله خير كابتن محمد عبدالوهاب
    وللهم أكفنا شر فتنة الحب
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    اهنيك كابتن محمد على هذا الموضوع الرائع الذي اصبح من موضات العصر التعرف والمواعده وغيره جزيت خيرا
     
  6. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    مشكووووووووور على المرور حبيب قلبى
     
  7. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    بارك الله فيك كابتن هيثم على المرور الطيب
     

شارك هذه الصفحة