1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

هل تحب القرآن

هذا النقاش في 'المنتدى الديني والشرعي' بدأه محمد عبد الله العنزي، ‏23 فبراير 2009.

  1. قرأت لكم من كتاب ((( آفاق بلا حدود ))) = د : لمحمد التكريتي
    أسلوب القرآن :
    لو كان ملتون أركسون يعرف العربية , وقرأ القرآن لوجد ضالته المنشودة , فيما حاول ان يصل اليه من استخدام اللغة في التأثير اللشعوري في الانسان , ذلك التأثير الذي يشبه السحر وما هو بسحر ....!!!
    فقد سحر القرآن العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء , ولم يكونوا في البداية سبباًَ لذلك . وفي قصة الوليد بن المغيرة ما يكشف ذلك !!
    فقد سمع الوليد شيئاًَ من القرآن الكريم فتأثر به ورّق له , فقالت قريش : صبأ والله الوليد ....., وأوفدوا له ابا جهل يثير كبريائه واعتزازه بنسبه وماله , ويطلب منه ان يقول في الفرآن قولاًَ يعلم به قومه أنه له كاره , فقال : (( فماذا اقول فيه فوالله مامنكم رجل اعلم مني بالشعر ولا قصيدة ولا بأشعار الجنّ ......والله ما يشبه الذي يقوله شيئاًَ من هذا ... والله إن لقوله حلاوة ..وإن لعليه طلاوة ... وإنه ليعلو .. وما يعلى عليه ......!!!
    ولم تشأ الاجيال الاولى من المسلمين ان تبحث في اسباب تأثير القرآن على مستمعيه لانشغالهم بالرواية والفقه والنحو ...الخ وكان اول من التفت الى ذلك هو الامام عبد القادر الجرجاني في كتابه " دلائل الاعجاز " الذي حاول فيه استبانة سرّ الاعجاز في القرآن .. ثم تلاه الزمخشري في " تفسير ه الكشاف " ... حتى جاء سيد قطب .. , فتوصل الى ما توصل اليه ملتون اركسون .. كل بطريقته .. ودون ان يعرف أحدهما الآخر ..وذلك في كتابه " التصوير الفنيّ في القرآن "
    يقول سيد قطب : لقد كانت السمة الاولى للتعبير القرآني هي اتباع طريقة لتصوير المعاني الذهنية , والحالات النفسية .. وابرازها في صورة صورة حسّية , والسير على طريقة تصوير المشاهد الطبيعية والحوادث الماضية والقصص المروية .... كأنها كلها حاضرة شاخصة , بالتخيّل الحسّي الذي يفعمها بالحركة المتخيلة ..!!
    يقول " د محمد التكريتي : إلا ان اهم ما اكتشفه سيد قطب هما مسألتان في غاية الاهمية :
    الاولى : هي تناسق الانماط الثلاثة في التعبير القرآني
    الثانية : هي الغموض والفجوات في القصص القرآني
    فأما تناسق الانماط فهو ربط التصوير في القرآن بإيقاع موسيقي ناشيئ من تخيّر الالفاظ وربطها كذلك بالنمط الحسيّ .. مثلا : << يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض >> فيتصور الخيال ذلك الجسم المثاقل , يرفعه الرافعون في جهد , فيسقط من ايديهم في ثقل ...., إن في الكلمة طناَص على الاقل من الاثقال .. , ولو انك قلت : تثاقلتم..لخفّ الجرس , ولضاع الاثر المنشود , ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها اللفظ ..!!
    اما الامر الثاني الذي اشار اليه سيّد قطب : فهو الغموض والفجوات في القصص القرآني , ومثال ذلك : ما جاء في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح , في سورة الكهف : << فوجد عبداًَ من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدّنا علماًَ >>وتمضي القصة لتصف مفاجآت متوالية لا نعلم لها سرّاًَ , وموقفنا منها كموقف بطلها النبي موسى عليه السلام , بل نحن لا نعرف من هو هذا الذي يتصرف هذه التصرفات العجيبة , ولا ينبئنا القرأن باسمه , تكملة للجو الغامض الذي يحيط بنا ..حتى يأخذ السرّ بالتجلي , فيعرف موسى عليه السلام سرّ تلك التصرفات الغريبة , ولكن الرجل يختفي ويمضي في المجهول .. كما خرج من المجهول .., والغموض يشغل العقل الواعي بالتفكير في معرفة المجهول فلا يستطيع هذا العقل الواعي بسبب انشغاله , تمحيص ما يصله من معلومات فتنفذ هذه المعلومات الى العقل الباطن لتستقر فيه وتغعل فعلها بالتأثير على العواطف والسلوك !!
    اما الفجوات فيضرب لها مثلاًَ في قصة يوسف .. فالقصة قسمت ثمانية وعشرين مشهداًَ .. ومن هذه المشاهد ما دار من حوار بين اخوة يوسف عندما اخذ يوسف عليه السلام - شقيقه - رهينة باسم انه سارق وذلك ليبقيه عنده : << ......... ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين , إسأل القرية التي كنا فيها والعير التي اقبلنا فيها وانا لصادقون >> آية 80-82 ..وهنا ينتهي المشهد ويسدل الستار . , لنلتقي بهم في مشهد آخر لا في مصر ولا في الطريق ولكن امام ابيهم , وقد قالوا له ما وصاهم به اخوهم , دون ان نسمعهم يقولونه ..., إنما يرفع الستار مرّة آخرى لنجد اباهم يخاطبهم : << قال بل سولّت لكم أنفسكم أمراَ فصبر جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعاًَ ‘نه هو العليم الحكيم >> هذه الفجوة بين حوار إخوة يويف عليه السلام في مصر وبين جواب ابيهم وما قالوه له ..., تجبر القارئ او المستمع على ان يملأها من عنده , ليكمل تسلسل القصة , فينشغل فكره في كيفية مجيئ إخوة يوسف , وتصور ما في نفوسهم من مشاعر , ... كل ذلك يفتح الطريق لتسلل المعاني المقصودة من القصة الى العقل الباطن بطريقة ايحائية لها بالغ الأثر في النفس ..!!

     
    هذه المشاركة أعجبت Ahmed.
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    [​IMG]
    وجعله فى ميزان حسناتك
    الله المستعان
     
  3. شكرا على المرور أخوي كابتن محمد عبد الوهاب
     
  4. Ahmed

    Ahmed واحد من الناس

    من أروع ما قرأت
    بارك الله فيك أخ سيفو
    وبانتظار المزيد وإلى الأمام دوما إن شاء الله
    كل الودّ
     
  5. عاشق الجودو

    عاشق الجودو عضو شرف

    بارك الله فيك أخي في الله سيفو
     
  6. د/ أحمد

    د/ أحمد عضو جديد

    جزاك الله خير اخي
    موضوع جميل جدا
    تحياتي
     

شارك هذه الصفحة