1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

هكذا تكلّم تاهيراساوّجي

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏22 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف


    شوقي عبدالأمير

    تاهيراساوّجي هو آخر حكماء الهنود الحمُر ورجالهم المقدّسين وهو بمثابة كاهن أو قدّيس يحفظ أسرار الديانة الوثنيّة التي كانوا عليها.
    ذهب تاهيراساوّجي إلى واشنطن في عام 1898|



    ليتحدث فقط عن الدين"
    كما قال ذلك بنفسه إلى الحكومة الأميركية
    ليصونَ الصلواتِ فقط.

    لم تُدهشْهُ قُبّةُ الكابيتول أمّا مكتبة الكونغرس فلم تكن سيّئة - لكنها من وجهة نظره - لا يُمكن أن تستخدمَ لحفظ الأشياء المقدسة التي لم يعد بإمكانهِ الاحتفاظُ بها في بيتهِ الطيني الذي ينهار الآن. وعندما طُلِبَ منه أمام المبنى في واشنطن إذا كان يفضل الصعود بالمصعد الكهربائي أو على السلّم، أجاب:
    "لن أصعد. يكدّسُ الرجالُ البيضُ الأحجارَ

    ليصعدوا عليها. أما أنا فلن اصعد.
    لقد صعدتُ الجبالَ التي صنَعتْها يدا الإله تيراوا"
    وهكذا حصل، فقد نزل إليه الشيوخ الأميركيون وأصغوا لخطبته التأريخية في حديقة الكابيتول... هذه الخطبة هي التي أصبحت "النشيد الأخير للهنود الحمر" والتي كتبها شعراً، الشاعر النيكاراغوائي "أرنستو كاردينال" وهو مطران كاثوليكي شغل منصب وزير ثقافة الحكم السانديني في نيكاراغوا في الستينات. وأنا أقتطف للقارئ هذه المقاطع الهامة من هذا النشيد منقولة عن الترجمة الفرنسية:

    إن منزل تيراوا هو السماء الزرقاء الدائرية
    لا نحبّ أن تكون هناك غيوم بيننا
    وبين تيراوا.

    أوّل شيء يجب أن نفعلَهُ
    هو أن نختار مكاناً مقدّساً نسكن فيه
    مكاناً حَرَماً لتيراوا، حيث يستطيع
    الإنسان أن يمثل فيه بصمت وتأمّل.
    بيتُنا الدائري الذي هو العشُ
    عُشٌّ نتجمّعُ ونحرسُ الصغار
    في وسطه النار التي توحّدنا في عائلة واحدة.
    وله باب يدخل منه كلّ من يجيء
    ومنه تمرّ الرؤيا.

    أزرق هو لون منزل تيراوا
    ونحن نخلط التراب الأزرق بماء النهر
    لأن النهر يمثل الحياة التي تجري
    دون توقف عبر الأجيال.
    الجرّةُ الملونةُ بالأزرق هي قوسُ السماء
    ونحن نلوّن سنابلَ الذرةِ، لأنها سُلطةُ
    الأرض.

    سُلطةٌ تأتيها من الأعالي، من تيراوا
    ولهذا نحن نلوّنُ السنبلة بالوان تيراوا.
    ثم نَهَبُ تيراوا دُخانَ التبغ
    قبل لم نكن ندخّن للمتعة
    إنما فقط للصلاة
    الرجالُ البيضُ أشاعوا بين الناس
    كيف يُدنّسون التبغَ.
    في الطرقات نُحيي كل الأشياء
    بأغانينا.

    * * *
    لأن تيراوا موجود في كل شيء إننا نحيي
    الأنهار:
    في البعد تبدو الأنهار كخيط من الأشجار
    ونحن نغني هذه الأشجار
    وفي القرب عندما نرى خيطَ الماء، ونسمعُ
    ضجّتَهُ،

    نُغنّي الماءَ الذي يجري في الضجّة.
    ونغني الجواميس، لكن ليس في الحقول
    إن أغانينا للجواميس نؤديها في بيوتِنا
    حيث لا تُوجد الجواميس
    ونُغنّي الجبالَ التي صنَعتها يدا تيراوا
    فوق هذه الجبال، نصعدُ وحيدينَ
    نَذهبُ لنصلّي.

    منها نرى أن الأعداءَ تجيء
    أو أن يجيءَ الأصدقاءُ
    الجبالُ طيّبةٌ للرجال
    ولهذا نحن نُغنّيها.
    ونحن نغنّي الهضابَ، لكننا نغنيها
    في بيوتنا،

    لأننا لم نرَ الهضاب
    تلك الجبالَ المسطحةَ في القمم
    قِيلَ لنا أنّ آباءَنا كانوا يرونَ
    هضاباً كثيرة
    ونحن نتذكّر ما كانوا رأوه هناك
    في البعيد البعيد
    من أسفارهم.

    ونحن نغني الفجرَ عندما ينهضُ
    من الشرق وتتجدَّدُ كلُّ حياة
    هذا أمر غامض جداً وأنا أكلمكم
    عن شيء مقدّس جداً
    نحن نُغنّي نجمةَ الصباح
    النجمةُ مثلُ الإنسان هي الأخرى مطليّةٌ بالأحمر
    لونُ الحياة.

    ونغني الحيواناتِ تَستفيقُ
    وتخرجُ من ملاجئها حيث نامت.
    تَخرجُ الظبيةُ أولاً ثم الشادنُ
    صغيرُها.
    ونُغنّي عندما تدخلُ الشمسُ
    من بابِ البيت
    عندما تصل إلى باحةِ الدار
    في الوسط
    ونُغني عصراً حيثُ لا شمسَ
    في الدار

    وقد أدركتْ حافةَ الجبل الذي بدا
    كالجدار في بيتٍ عظيم
    تَعيشُ في داخله الشعوب.
    ونغني الليلَ عندما تَأتي الرؤى
    لأن الرؤى تزورُنا أسهلَ في الليل.
    وهي تسافر أرحبَ حيث تَنام الأرضُ
    تقتربُ من البيت
    تتوقفُ عند الباب

    ثم تَدخلُ إلى البيت وتَغمرُه
    إن لم يكن حقاً أن هذه الأحلام
    قد مُنحتْ لنا
    لَهَجَرْنا الأغاني
    مُنذ زمنٍ طويل.

    ونُغني الليلَ عندما تَبزُغ نجومُ الثريا
    النُجَيْماتُ السبعُ معاً على الدوام
    تَهدي من أضاعَ قريتَه في البعد
    كما تُعلّم الرجالَ كيف يَصطفّون معاً
    إن تيراوا هو أبٌ لكُلِّ رؤانا
    هو من يجعل قبيلتَنا تتواصل
    عبر الأبناء.

    بالماءِ الأزرق نرسمُ شارةَ تيراوا
    قوساً في قلبه خطٌ مستقيمٌ نازل
    على وجهِ الطفل.
    القوسُ على الجبهة وعلى الخدّين
    والخط المستقيم فوق الأنف.
    القوسُ هو الانحناء الأزرق الذي يعيش
    فيه تيراوا
    والخط المستقيم هو نفسه الذي يسقط
    ليمنحنا الحياة

    يمثل وجهُ الطفلِ الجيلَ الجديد
    وماءُ النهر هو ما تطفح به الأجيال القادمة
    الترابُ الأزرق الذي نخلطه هو سماءُ
    تيراوا
    وهكذا يكون الرسمُ وجهاً لتيراوا
    ثم نَجعلُ الطفلَ يرى إلى ماء الأنهار
    الطفلُ الذي يرى ذلك
    يرى صورته

    وكأنه رأى في صورتِه أبناءه
    وأحفادَ أبنائه
    لكنه يرى أيضاً الوجهَ الأزرق
    لتيراوا
    مرسوماً في وجهِهِ
    وعلى الأجيال القادمة.

    بيتنا - لقد قلت لكم ذلك - له شكل عش
    ولو صعدتم إلى أعلى جبل ورأيتم حولكم
    سترونَ أن السماءَ تُحيط بالأرض
    وأن الأرضَ دائريةٌ ولها شكل عُشٍ
    لكي تعيشَ فيها كُلُّ القبائل مُوحّدة.
    عندما تأتي الرياح ربما تُمزّقُ
    عُشَّ النسر،

    ولكن عُشَّ طير الصُفّاريّة الصغير
    لا تفعل فيه سوى أن تُهدهِدَهُ
    ولن يُصابَ بأي ضرر.

    أنهى تاهيراساوّجي كلامَهُ
    وكما أظنّ، بالنسبة لوزارة الخارجية الأميركية
    أنه لم يقل شيئاً.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    لك مني أجمل تحية .
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  4. اليمان

    اليمان عضو جديد

    شكررررررا
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان
     

شارك هذه الصفحة